لم أتخيل يوماً ما أن أبيت ليلة في خيمة واستشعر جمال الطبيعة وهدوء المكان وجمال أرواح الفريق والمشاركين حيث أنني من شدة استمتاعي بهذه التجربة الفريدة لم أتمكن من النوم منتظرة بشغف وحماس إشراقة شمس الصباح إلى أن حان وقت تجهيز الفطور باستخدام أدوات من الطبيعة ومن ثم بدأنا بالتجهيز لرحلة الهايك في مسارات الطبيعة المتنوعة بعدها استقبلنا المنظمين لتجهيز وجبة الغداء المميزة ذات الرائحة والطعم الزاكي المطبوخ على الجرانييت الطبيعي وكان لي شرف المحاولة في إعداد الوجبة. وانتهى باقي اليوم بالسهر حول مشب النار والاستمتاع بأكل حلا الموز بالشوكولاته والبيض المطهي على الحطب. وأخيرا أنا شاكرة لصديقتي سارة اللي ساهمت في إقناعي للمشاركة في رحلة صنعت لي الكثير من الذكريات الجميلة وشاكرة لجميع أعضاء فريق دروب الأرض على التنظيم الرائع لتفاصيل الرحلة.ـ
1 Comment
وداي الصخور الملساء - الشفا، الطائف لم تكن رحلة الهايك الأولى بالنسبة لي، ولكن كانت الأجود والأكثر قيمة في هذا الوقت. تستوقفني دائماً القيم العظيمة والرسائل العميقة خلف أي منشأة أو فريق أو أياً كان. وهذا ما دفعني للمشاركة بحماس في رحلات فريق دروب الأرض، خصيصاً دون الفُرق الأخرى. لم يخب ظني أبداً، فهذه في الحقيقة كانت رحلتي الثانية والأجمل بصحبتهم.ـ المحطة الأولى بدأنا أولى محطاتنا في مصنع الورد الطائفي، وتنفسنا عطر الورد الطبيعي وأزهرت قلوبنا بعبق جماله. تجولنا بشكل سريع في مصنع للورد الطائفي وأخذنا فكرة لا بأس بها عن بعض مراحل جمع الورد واستخراج الماء والعطور وغير ذلك. ثم انتقلنا لأحد مزارع الورد التابعة للمصنع، وكانت تجربة مميزة ممزوجة بالمتعة وقليلٌ من التحدي. حيث قمنا بعمل مسابقة ممتعة لمن يقوم بقطف أكبر كمية من الورد الطائفي. لا أخفيكم بأن جمال الورد ورقته يجعلك تخجل من قطفه وتفضل متعة النظر لجماله على متعة الفوز. المحطة الثانية وهذه هي المحطة الرئيسية، حيث ننطلق فيها لنستمع لصوت الطبيعة العذب، وتستكن قلوبنا بهدوء المكان. بعد تناول الغداء، انطلقنا لبدء مسار الهايك، بالنسبة لي كان مستوى الهايك بسيط حيث استمتعت بالسير دون تعب أو مجهود إضافي.ـ مناظر تأسر القلب هدوء ساحر طبيعة متنوعة وصحبة مميزة ختمنا الرحلة، بالعودة لموقعنا وتناول الطبق الحصري والشهي بتوليفة خاصة من د.شادي باداود قائد الرحلة (حلا الموز بالشوكلاته). للطبيعة لغة خاصة، يستمعلها من يبحث عن الحديث معها ويدرك متعة وجمال هذا الحديث. قلوبنا المضطربة وأفكارنا المبعثرة بحاجة لمثل هذه العودة من حين لآخر.ـ ،،شكراً لفريق دروب الأرض على جمال الرحلة في ظل ضغوطات الحياة اليومية؛ من الصعب أن يبقى العقل هادئاً دون أن ينشغل في التفكير، في الوقت الذي توفر الطبيعة طريقاً مختلفاً للحصول على بعضاً من الصفاء، وهي أداة مهمة لمواجهة معايير البقاء في المجتمع أو الحياة. إذ نشرت جمعية الهايكنج الأمريكية تقريراً مفاده أن هناك أربعة أسباب رئيسية تجعل من الطبيعة علاجاً للروح وصحة للجسد، وهي: تصفية الذهن والتأمل و تجديد السعادة وإعادة النظر في الحياة من جديد.ـ
تصفية الذهن المزيج الذي يصنعه لنا الهايكنج في دروب الطبيعة يجعلنا نتجاهل الأوجاع التي نشتكي منها ونركز أكثر على الصورة الأكبر في الحياة. ففي كل مسار نسلكه وفق قدراتنا ينتهي بنا المطاف بالحصول على قدر عالٍ من الإيجابية.ـ تجعلنا أكثر تأملاً حيوية الأشجار والزهور تغمر أعيننا، واللون الأزرق يلهمنا لنحلق في السماء؛ فتستيقظ كل حواسنا عندما نقضي وقتًا في الطبيعة. تساعد رياضة المشي لمسافات طويلة على ربطنا بجذورنا بهذه الأرض ، مما يمنحنا شعورًا بالمسؤولية لحماية قدسيتها والحفاظ عليها.ـ تجدد فينا السعادة السير في أحضان الطبيعة يعتبر علاجاً يضمن زيادة مستوى الرفاهية النفسية ويقلل من الإضرابات التي تسببها الحياة اليومية مما يؤثر على شعور الإنسان وطريقة تفكيره.ـ رؤية مختلفة للأمور تمنحنا الطبيعة العديد من شذرات الحكمة التي تتجلى حين نسير في تضاريسها المختلفة ونستقي الإلهام والإبداع منها، الأمر الذي يجعلنا ننظر للأمور بطريقة غير التي اعتدنا أن ننظرها لها.ـ ويقول المتخصص البريطاني ستيفن موس، إنّ الاحتكاك المتواصل والمنتظم بالطبيعة، يؤدي مع الوقت إلى رفع مستويات الرضا والسعادة في الحياة بشكل عام. أمّا اليابانيون، فقد أظهروا في دراسة أجريت في مؤسسة الأبحاث في إيباراكي، أن تمضية الوقت في أرجاء الطبيعة يُسهم في خفض مستويات الـ("كورتيزول" أحد هُرمونات التوتر)، وفي التخفيف من سرعة ضربات القلب ومن ضغط الدم، وفي رفع مستويات بعض المؤشرات المرتبطة بالإحساس بالارتياح وبالاسترخاء.ـ د. رامي الباشا*ـ
|
العودة للطبيعةمدونة إثرائية معلوماتية عن فلسفة العودة للطبيعة وكيف يمكن أن تكون مسارات الهايكنج نافذة للإلهام وفرصة لاستكشاف الذات وسبر أغوارها الأرشيف
August 2022
تصنيفات |